أقول جوابا للأخ السائل :
إن الجلوس في المقاهي أمر مباح لا حرج فيه ولقد أصبحت المقاهي في عصرنا المتنفس للناس يلتقي بعضهم ببعض ويتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم.
لكن إذا كان المقهى يعصى الله فيه فلا يجوز الجلوس فيه لمن لا يقدر على تغيير المنكر وإزالة ما فيه من محرمات.
وبالنسبة لحالتكم فأنتم بين أمرين :
أما أن تجلسوا بفناء المقهى- كما ذكرتم – وتستغلون هذا الهامش للدعوة إلى الله عز وجل في بلد يبيح كل التجمعات الا تجمعات الخير.
وأما أن ينعزل كل واحد بنفسه ويقاطع هذا المجتمع...
ولا شك أن الحالة الأ ولى هى التي نرجحها وفي الحديث : << لأن تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من أن تعتزلهم >>.
ولقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلج الأسواق والمنتديات والتجمعات لتبليغ رسالة الله – وإن كانت لا تخلو من محرم أنذاك – نعم إذا غلب الشح وتمكن الهوى وساد الأعجاب بالنفس فحينئذ يجوز للإنسان أن يعتزل المجتمع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
<< إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك... الحديث. >>
وأرى أن هذا الوقت لم يحن بعد – وإن كان – ففي منطقة دون أخرى.
والله أعلم.