أقول جوابا للإخوة: إن الإسلام رغب في الزواج وحث عليه وخاصة الشباب فقال عليه الصلاة والسلام: <<يا معشر الشباب من اسْتطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج...الحديث>>. والباءة هي القدرة علي النكاح نفقة وجماعا.
والنكاح الشرعي لا بد أن يتم بعقد يستجمع الأركان الآتية: الولىّ-الشاهدان- العدلان- المهر- الصيغة: وهي الإجاب والقبول بين الزوج من جهة وولي البنت من جهة أخرى. ولم تكن كتابة العقد في العصور الماضيَة شرطا لكن لما ضعف الوازع الدينى في نفوس الناس جرى عرفهم بضرورة كتابة العقد وتوثيقه لدى السلطات الرسمية وهو ما يطلق عليه الناس (العقد المدني) وهوقد يكون عقدا شرعيا ومد نيا في آنٍ واحد إذا توفرت فيه الأركان السابقة وخاصة في الأقطار الإسلامية حيث يكون الكاتب مسلما والشاهدان عدلان...الخ. نعم في البلدان الغير الإسلامية ننصح المسلمين بأن يقوموا بإبرام عقد شرعي بعد العقد المدني.
والخلاصة أن العقد الشرعى يبيح الاستمتاع والعقد المدنى يحمي الحقوق المدنية. وبالنسبة لسؤالكم ننصح الشباب بأن يجمعوا بين العقد الشرعي والعقد المدني في وقت واحد-إن كان العقد المدني غير كاف-وأن يجعلوا ما سميتموه عقدا شرعيا خطبة يتنزه الشاب أثناءها عن الاختلاء بالبنت صيانة لها... فإذا ما حصل الفراق قبل الدخول فلن تكون هناك مشاكل تذكر أما أن نقوم بعقد شرعى غير مكتوب ثم يختلى الشاب بالبنت ويفعل بها ما يفعل الرجل بزوجته غير أنه لا يجامعها. - كما ذكرتم-(وأنا أقول: ومن يمنع من الجماع) ثم يفارقها قبل العقد الرسمي والدخول المعلن فإن المرأة هنا هي المتضررة.
فهناك فرق بين المطلقة قبل الدخول والمطلقة بعده فالمطلقة قبل الدخول ليس لها عدة قال تعالى:<< يأيها الذين ءامنوا إذا نكحتم المؤمنات ثمَّ طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها>> ولها نصف المهر: قال تعالى:<< وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم... الآية. بخلاف المطلقة بعد الدخول فلها الصداق كامل وعليها العدة والذي يفرق بين هذا وذاك هو العقد الرسمي المصادق عليه من قبل السلطات الرسمية, والدخول الذي يسميه الناس بالعرس أو الزفاف وهي الشهرة التي أشار إليها صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:<< أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدُّف>> وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:<< أوْلم ولو بشاة >> والله أعلم.
وفق الله شباب الأمة الإسلامية لما فيه الخير والصلاح ورزقهم الإحصان والعفاف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.